محللون وسياسيون فلسطينيون: اقتحام “جنين” بداية لتصعيد خطير في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المقبل

غزة/ 27 يناير//ان ان ان -قنا//– لم تكد تمر ساعات على تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي ايتمار بن غفير بإعادة تكرار عملية حارس الأسوار 2، وإشعال الأراضي الفلسطينية بأسرها حتى استيقظ الفلسطينيون اليوم على عملية عسكرية في مخيم جنين راح ضحيتها تسعة شهداء فلسطينيين من بينهم سيدة مسنة، وأصيب عدد آخر بجراح خطيرة.

وأجمع محللون وسياسيون فلسطينيون على أن التصعيد الذي تشهده الأراضي الفلسطينية ينذر بما هو أسوأ خلال الأيام المقبلة محذرين من مخططات الاحتلال خلال شهر رمضان المبارك وما قد يشهده المسجد الأقصى المبارك من ممارسات استفزازية لقوات الاحتلال.

وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم، إن القادم أسوأ، والتداعيات ستكون أخطر في الأيام القادمة في ظل تحذير بن غفير من عملية “حارس الأسوار 2″، ومحاولات الاحتلال الاستفراد بالفلسطينيين في المناطق التي يعيشون بها.

وأضاف أن “العملية العسكرية الاجرامية في مخيم جنين صباح اليوم تأتي في سياق العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر ضد الضفة الغربية، خاصة مدينة جنين ومخيمها”.. مشددا على أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في عموم الضفة الغربية المحتلة، خاصة في جنين سيجري غدا في مناطق أخرى، وهو مستمر بذرائع مختلفة، طالما لا يوجد رادع أو مواجهة شاملة.

وعن ادعاءات قوات الاحتلال بأنها أحبطت هجوما كبيرا خطط له لأول مرة منذ سنوات، قال إبراهيم لـ”قنا” :” دولة الاحتلال ليست بحاجة للتبرير بارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين من خلال الترويج لإحباط عمليات محتملة للمقاومة”.

وشدد على أن هدف الاحتلال واضح وواحد، وهو استمرار الاحتلال، إضافة إلى التوجهات والخطوط العريضة الواضحة للحكومة الجديدة باستهداف الفلسطينيين، وتهديدات رموزها، ايتمار بن غفير، و بتسلئيل سموترتش، باقتحام الحرم القدسي الشريف، وسن القوانين وحماية ودعم الجنود الإسرائيليين وتحصينهم من المساءلة، حتى الشكلية منها، من خلال عمليات القتل والاعدام الميداني اليومي للفلسطينيين، واستهدافهم في بيوتهم، والاعتقالات اليومية، وهدم البيوت، إضافة إلى استقطاع أموال الضرائب، ومقايضة السلطة الفلسطينية واستهداف فلسطينيي الداخل والاستفراد بهم وتنفيذ الخطط العنصرية في النقب وتهويد الجليل.

وأكد على أن أي خلاف داخل إسرائيل ينعكس على الفلسطينيين موضحا أن “التصعيد الحقيقي سيكون تجاه المسجد الأقصى، خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك، الذي يتوافق مع بعض الطقوس والأعياد الدينية التي تخص اليهود، وهذه مسألة مهمة جدا، وإمكانية أن يشتد الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين احتمالية قوية في شهر رمضان”.

من جانبه قال الوزير الفلسطيني السابق دكتور عبد الله عبد الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن ايتمار بن غفير شخصية متطرفة عنصرية، وسيعمل على تفجير المنطقة برمتها، وما حدث في جنين اليوم هو ترجمة فعلية لتهديداته أمس بالقيام بعملية “حارس الأسوار 2″، ويشكل الحلقة الأولى في سلسلة حلقات إجرامية ستستهدف الفلسطينيين أينما كانوا.

وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا” أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ستتمادى في أفعالها في ظل صمت المجتمع الدولي والعربي. وقال ” لن تكون هناك ردود فعل جادة من الولايات المتحدة وأوروبا والمجتمع الدولي، لذلك ستواصل إسرائيل جرائمها بحق الفلسطينيين وستعمل على قتل كل ما هو فلسطيني، وقد بدأت جرائمها اليوم في جنين، وستمتد لتطال كل المدن الفلسطينية”.

وقال المسؤول الفلسطيني إن إسرائيل ما زالت تواصل خططها الاستيطانية، وتعمل على تهجير سكان مسافر يطا، وتدمير الخان الأحمر، وتضرب عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية، خاصة أنها تشعر بالحصانة في ظل دعم الولايات المتحدة لها.

وقال إن ما تطالب به السلطة الفلسطينية هو توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وهو من أبسط الحقوق المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا “طالبنا بتوفير الحماية للفلسطينيين، ولم يتم ذلك، لجأنا إلى محكمة العدل الدولية لتعطي فتوى قانونية في ماهية هذا الاحتلال، فوجدنا من يصوت ضد القرار ويهددنا”.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد هدد بتكرار عملية “حارس الأسوار” التي جرت في القدس العام الماضي وامتدت إلى كافة المدن والبلدات الفلسطينية بما فيها قطاع غزة التي شهدت حربا وعدوانا إسرائيليا لثلاثة أيام. وقال إنها قد تحدث قريبا، وإنه سيعمل على تعزيز قوات الشرطة الإسرائيلية وإنشاء وحدة أطلق عليها الحرس الوطني، ومضاعفة القوى العاملة في وحدة حرس الحدود.

ولم تكد تمر 24 ساعة على تهديدات بن غفير حتى استيقظ الفلسطينيون اليوم على مجزرة بشعة في مخيم جنين راح ضحيتها تسعة شهداء فلسطينيين وأصيب آخرون بجراح وصفت بعضها بالخطيرة.

واقتحمت صباح اليوم الخميس قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في وقت دارت فيه اشتباكات مسلحة عنيفة مع المقاومين.

وأفادت وزارة الصحة، في بيان باستشهاد تسعة مواطنين، بينهم سيدة مسنة، وإصابة 20 آخرين 4 منهم بحالة خطيرة.

وقطعت قوات الاحتلال التيار الكهربائي عن المخيم بالتزامن مع اقتحامه، فيما شوّشت على الاتصالات والإنترنت. وهدمت نادي مخيم جنين بالكامل بالجرافة، واستهدفت منزل عائلة الصباغ بصواريخ أنيرجا، ما أدى لتضرر جزء كبير منه.

كما اقتحمت قوات الاحتلال محيط مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال بالمستشفى؛ ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.

وأعلن اليوم الإضراب الشامل في كافة المدن الفلسطينية حدادا على أرواح شهداء جنين.

شبكة أنباء عدم الإنحياز-س.ج

Related Articles