ماكرون يتسلم تقرير المؤرخ بنجامين ستورا حول حرب الجزائر

باريس، 21 يناير (ان ان ان – الأناضول)– سلّم المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، الأربعاء، الرئيس، إيمانويل ماكرون تقريره حول الاستعمار وحرب الجزائر (1954-1962) الذي يحوي مقترحات ترمي لإخراج العلاقة بين باريس والجزائر من الشلل الذي تسببه قضايا الذاكرة العالقة.

وذكر بيان صادر عن الإليزيه أن ماكرون شكر المؤرخ ستورا على ذلك العمل، وطلب بمواصلة مثل هذه الجهود في هذا الصدد، مؤكدًا أنه سيتخذ بعض المبادرات في ضوء ذلك التقرير.

وأعرب ماكرون عن أمله في أن تحقق هذه المبادرات الوصول لمصالحة بين بلاده والجزائر، وأن تلفت النظر إلى جراح الماضي، مشيرًا إلى أنه يرغب في أن يتم إحياء ذكرى من فقدوا حياتهم في الحرب الجزائرية من خلال فعاليات مختلفة.

من ناحية أخرى ، ذكرت تقارير إعلامية محلية أن ماكرون لن يعتذر للجزائر عن الأنشطة الاستعمارية السابقة لبلاده فيها.

وأوصى ستورا في تقريره المكون من 150 صحيفة، بتشكيل لجنة تسمى “الذاكرة والحقيقة”، وتوثيق شهادات الناجين من حرب الاستقلال الجزائرية.

وأشار التقرير إلى ضرورة زيادة التعاون بين فرنسا والجزائر وأن يتمكن الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا (يعرفون باسم الحركي) خلال حرب الاستقلال الجزائرية من التنقل بسهولة بين البلدين.

التقرير اقترح إزالة عبارة “سر الدولة” الموجودة في الوثائق التي يعود تاريخها إلى عام 1970 في الأرشيف، وإنشاء أرشيف مشترك بين البلدين، مشددًا على ضرورة تقديم منح دراسية للطلاب الجزائريين لإجراء دراسات في الأرشيف الفرنسي، على أن يتم نفس الشيء أيضًا بالنسبة للطلاب الفرنسيين.

وشدد التقرير كذلك على أن المدارس في فرنسا يجب أن تدرس حرب الاستقلال الجزائرية بطريقة أفضل وأن تتوقف عن ذكر الاستعمار في الدروس.

التقرير أوصى كذلك بتنظيم أنشطة تذكارية بشأن حرب الاستقلال الجزائرية، وأن يتم إعلان الـ25 من سبتمبر/أيلول يومًا لإحياء ذكرى “الحركي”، و 17 أكتوبر/تشرين أول لذكرى “مذبحة باريس 1961″، و19 مارس/آذار لإحياء ذكرى نهاية الحرب.

وكان ماكرون قد كلف بنجامان ستورا، أحد أبرز الخبراء المتخصصين بتاريخ الجزائر الحديث، في تموز/يوليو “بإعداد تقرير دقيق ومنصف حول ما أنجزته فرنسا حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر” التي وضعت أوزارها عام 1962 وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات الملايين من الفرنسيين والجزائريين.

ستورا المولود في 1950 في مدينة قسنطينة بالجزائر، يُدرّس تاريخ المغرب العربي وحروب إنهاء الاستعمار والهجرة المغاربية في أوروبا في جامعة “باريس 13” وفي معهد اللغات الشرقية. ومن أشهر مؤلفاته “الغرغرينا والنسيان”، “ذاكرة حرب الجزائر”، و”المجنّدون في حرب الجزائر”، و”الجزائر، الحرب الخفية”.

شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج

Related Articles