اللاجئون الأفغان في باكستان.. الجوع أشد فتكا من كورونا

كراتشي، 8 أبريل // ان ان ان – الأناضول //– يعاني نحو 300 ألف لاجئ أفغاني في أطراف كراتشي، المدينة الأكثر ازدحاما في باكستان، من سوء التغذية والخدمات الصحية والفقر، بعد أن فقدوا أعمالهم نتيجة التدابير التي اتخذتها حكومة إسلام أباد، لمكافحة فيروس كورونا.

وينتظر اللاجئون الأفغان مد يد العون لهم، لا سيما في هذه الفترة التي تشهد دول العالم، من بينها باكستان، انتشارا لوباء كورونا.

وتُعرف المنطقة المكتظة باللاجئين “بحي الأفغان”، وتنعدم فيها شروط المسافة الصحية الآمنة التي ينصح بها الأطباء للحيلولة دون انتشار الأمراض المعدية.

ونظرا للفقر المدقع بين اللاجئين، لا يكترث هؤلاء لتعليمات وتحذيرات الوقاية الصحية الآمنة من كورونا، الذي أودى بحياة آلاف البشر، فهمهم الوحيد تأمين قوت يومهم.

وحتى صباح الأربعاء، بلغ عدد المصابين بالفيروس في باكستان 3 آلاف و918، والوفيات 54، بحسب وزارة الصحة.

وفي حديث للأناضول، يقول اللاجئ الأفغاني حجي عبد الله: “الجوع أشد فتكا من كورونا. الجوع هو القلق الوحيد الذي يشغل تفكيرنا، وإن سألتم الناس هنا عن احتياجاتهم من الأقنعة والواقية والمنظفات، لحدّثوك عن طعام يملأ بطونهم”.

وفي مدينة بيشاور، يؤكد صاحب البقالة الأفغاني رحمت ويلي، أن التدابير التي اتخذتها السلطات الباكستانية، دفعت بأوضاع اللاجئين الأفغان إلى مزيد من السوء.

ويقول ويلي، للأناضول: “محل البقالة الذي أديره مغلق منذ 9 أيام، هذا الوضع يلحق ضررا ماديا بنا، وترك آلاف الأشخاص عاطلين من العمل”.

أما بائع الفاكهة الأفغاني في العاصمة إسلام أباد، عبد الواحد أفكاري، فدعا خلال حديثه للأناضول، الحكومة الباكستانية والهيئات الإنسانية إلى مد يد العون للاجئين الأفغان.

وفي وقت سابق، طالبت الحكومة الباكستانية المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، بتقديم مساعدات للاجئين الأفغان على أراضيها.

وأوضح وزير مكافحة المخدرات الباكستاني شهريات أفريدي، في تصريحات للأناضول، أن الحكومة تساعد اللاجئين الأفغان، إلا أن تلبية المؤونات الغذائية لكافة اللاجئين أمر في غاية الصعوبة.

ودعا أفريدي، الأمم المتحدة إلى مساعدة اللاجئين ببلده في هذا الوقت الصعب.

بالمقابل، أكد ممثل المفوضية الأممية للاجئين في باكستان لاين هول، في تصريحات صحفية، أنهم ينسقون مع كافة الوزارات المعنية في البلاد، من أجل مساعدة اللاجئين الأفغان.

ويوجد نحو مليونين و800 ألف لاجئ أفغاني في باكستان، أكثر من نصفهم غير مسجلين، وجلهم في ولايتي “بلوشستان”، و”خيبر بختونخوا” الحدوديتين مع أفغانستان.

وبحسب المفوضية الأممية للاجئين، عاد نحو 3 ملايين و800 ألف لاجئ أفغاني إلى بلادهم، إلا أن أعمال العنف والبطالة وتدني فرص التعليم وسوء الأوضاع الصحية، دفع كثيرا منهم للعودة مجددا إلى باكستان.

شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج

Related Articles