من حماية البيئة إلى خفض الانبعاثات… شركة صينية تُسهم بالمفهوم الأخضر في مشروع سعودي

الرياض/بكين/ 18 يوليو//ان ان ان -شينخوا//– إن مفهوم التنمية الخضراء في الصين يتوافق إلى حد كبير مع مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” اللتين أطلقتهما المملكة العربية السعودية. وهذا يتيح مساحة كبيرة لتوسيع تعاون في مجال حماية البيئة والمناخ بدأ منذ وقت مبكر ويتمتع بإمكانات كبيرة بين الصين ودول الشرق الأوسط، ليصبح نموذجا يُحتذى به للتعاون بين بلدان الجنوب.

وجاء تطبيق الشركة الصينية لهندسة الموانئ (CHEC) لمفهوم التنمية الخضراء بدءا من حماية البيئة مرورا بترشيد الطاقة وصولا إلى خفض الانبعاثات خلال مشاركتها في بناء مشروع البحر الأحمر السعودي، ليقدم مثالا حيا على توافق مفاهيم التنمية الخضراء للبلدين.

— حماية الشعاب المرجانية

يقع مشروع البحر الأحمر على ساحل البحر الأحمر الغربي للمملكة العربية السعودية، ويعد من أهم المشاريع التي تضمنتها “رؤية السعودية 2030”. وحاليا، تشارك الشركة الصينية لهندسة الموانئ في تنفيذ سبعة مشاريع قيد الإنشاء في إطار المشروع وموزعة على ثلاث جزر بحرية، حيث تتركز الأعمال الرئيسية لهذه المشاريع في تحسين بيئة الجزيرة، وبناء أساسات الفنادق، وتجريف قنوات الوصول إلى الجزر.

وبحسب تصميمه وتخطيطه، فإن مشروع البحر الأحمر يجري تشبيهه بجزر المالديف، حيث يُقال إنه يسعى لإنشاء نسخة سعودية من “جزر المالديف” في البحر الأحمر. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الجانب السعودي يولي خلال تشييده للمشروع اهتماما خاصا لحماية البيئة الإيكولوجية البحرية.

وقد تحدث يانغ تشي يوان، المدير العام لمركز الإدارة الإقليمي للشركة الصينية لهندسة الموانئ في منطقة الشرق الأوسط، عن نهج الشركة قائلا إنها تحرص عند توليها بناء مشاريع بالشرق الأوسط في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، على التمسك بالمفهوم الجديد للتنمية والعمل على الترويج لأهمية النهوض بالحضارة الإيكولوجية وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.

وأشار يانغ إلى أن الشركة الصينية لهندسة الموانئ جعلت، خلال مشاركتها في مشروع البحر الأحمر، من تنفيذ إجراءات حماية البيئة وصون النظام الإيكولوجي البحري الفريد للبحر الأحمر أولوية رئيسية في كل خطوة من خطوات تخطيط تنفيذ المشروع واختيار الحلول التقنية وتنظيم موارد البناء وإدارة العمليات، مؤكدا أن البناء عالي الجودة والحماية الفعالة للبيئة الإيكولوجية حظيا بتقدير كبير من قبل الجانب السعودي.

جدير بالذكر أن الشعاب المرجانية هي النظام الإيكولوجي البحري الأكثر تعقيدا وتنوعا وهشاشة بين النظم الإيكولوجية البحرية قاطبة، وأن البحر الأحمر تحديدا يذخر ببعض من أغنى الشعاب المرجانية وأكثرها كثافة، حيث توفر هذه الشعاب موئلا لعشرات الآلاف من الأسماك واللافقاريات وتُشكل أهمية بالغة في الحفاظ على التنوع البيولوجي. 

وحول كيفية الحفاظ على هذه الشعاب، أفاد يانغ بأن إدارة المشاريع بالشركة الصينية قامت ببناء ساتر واقٍ حول كل جزيرة تجري عليها أعمال بناء للحد من تأثير البناء. وفي الوقت نفسه، تم تحديد نطاق يبعد 10 أمتار عن الشعاب المرجانية كمنطقة عازلة من أجل حمايتها. كما تم إنشاء مناطق محظورة على الملاحة البحرية وأخرى محظورة على رسو السفن في المواقع التي توجد بها شعاب مرجانية لكي لا يتعرض قاع البحر لأي ضرر مباشر.

ومن أجل ضمان استيفاء جودة المياه لشروط نمو الشعاب المرجانية، اتخذت إدارة المشاريع أيضا إجراءات مختلفة لمراقبة تركيز المواد الصلبة العالقة في مياه الصرف الصحي والعكارة في المياه المحيطة بالمشروع. وقررت أنها ستقوم، في حال تجاوز قيم رصد جودة المياه مستوى التحذير، بإبطاء سرعة البناء وتحديد نقاط التسرب واتخاذ الإجراءات الوقائية في حينه، بل ووقف البناء إذا ظلت جودة المياه عند مستوى التحذير أو ارتفعت عنه، وذلك إلى أن يعود تركيز الرواسب العالقة إلى المستوى الطبيعي.

في الوقت نفسه، تعكف إدارة المشاريع عند تنفيذ العمليات المتصلة بالبحر على تطبيق سلسلة من الإجراءات لتوفير أقصى قدر من الحماية للكائنات الحية في المنطقة عن طريق تجنب أو تقليل العمليات في المناطق المعنية خلال وقت التفريخ المرجاني وموسم تعشيش السلاحف البحرية.

شبكة أنباء عدم الإنحياز-س.ج

Related Articles