منتدى دور وكالات الأنباء يدعو إلى تكثيف التغطية الإعلامية لمساندة القضية الفلسطينية

جدة/1 أكتوبر/تشرين الأول//ان ان ان – وفا//– دعا المنتدى الإعلامي حول “دور وكالات الأنباء في دعم القضية الفلسطينية: التحديات والفرص” وكالات الأنباء في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى تكثيف التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية ، ونقل الأخبار من مصادرها الأصلية.

جاء ذلك في توصيات المنتدى الذي عقد الخميس، افتراضياً من جدة، لاتحاد وكالات أنباء منظمة المؤتمر الإسلامي، بمشاركة رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفــا)، المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، كمتحدث رئيس في أعمال المنتدى الإعلامي الذي جاء تحت عنوان: “دور وكالات الأنباء في مساندة القضية الفلسطينية: التحديات والفرص”.

وتأتي هذه الاستضافة لأعمال المنتدى، بدعوة وتنظيم من اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، وبمشاركة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، والمدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد عبد ربه اليامي، والمندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير ماهر الكركي، بمشاركة واسعة لممثلي وكالات الأنباء الأعضاء، والمنظمات الدولية، ودبلوماسيين، وإعلاميين.

ونقلت وفا عن الوزير عساف الذي استهل  كلمته في المنتدى، بتقديم لمحة عن تاريخ القضية الفلسطينية وما تعرض له شعبنا من تهجير وطرد وقتل وظلم ومجازر ترتكب يوميا بحقه على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن ممارسات الاحتلال وعنجهيته، على امتداد هذه السنوات.

واستعرض تطلُّعات فلسطين على المستوى الإعلامي، والأدوار المناطة بوكالات الأنباء في الدول الأعضاء لدعم فلسطين، وتحقيق التكامل الإعلامي مع المؤسسات الصحفية.

وتناول، أيضا، جانبا من إنجازات الإعلام الرسمي الفلسطيني في نقل معاناة شعبنا، وتوثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى التحديات التي يواجهها الإعلام الرسمي والخاص في هذا الصدد.

وأكد أن المطلوب هو ليس فقط نشر الأخبار عما يجري ويدور في فلسطين، بل التواجد الإعلامي الدائم في وسائل الإعلام العربية، وذلك لخلق الوعي لدى جيل كامل، لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة من أجل دحض وتفنيد الرواية الإسرائيلية المزيفة تجاه قضيتنا العادلة، وضرورة تواجد مراسلين لجميع وكالات الأنباء الأعضاء بالاتحاد في فلسطين، مشددا على أنه سيولي اهتماما كبيرا بتوفير الدعم والمساندة وتسهيل التواجد لهم، من أجل التغطية وصناعة الأفلام الوثائقية والقصص الصحفية، ومن أجل نشر ما يقوم به أبناء شعبنا من إبداعات متواصلة، فشعبنا يسعى إلى الحرية والعيش كبقية شعوب العالم.

وقال الوزير عساف إنه لا بد أن يكون هناك منظومة للتبادل الإخباري في مقر اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الاسلامي، خاصة المتعلقة بفلسطين.

وبين أنه المحتوى الفلسطيني تتم محاربته وشطبه من منصات التواصل الاجتماعي الرقمية العالمية، داعيا منظمة التعاون الإسلامي ووكالاتها إلى إيصال رسالة واضحة للقائمين على هذه المنصات بضرورة أن تكون محايدة وغير منحازة.

ونوه أن موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفــا)، وموقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وأخبارهما متاحة بعدة لغات لكل وكالات الأنباء العربية والإسلامية وعلى مدار الساعة، داعيا إلى استقاء الأخبار منها، “فالهدف الأساس هو إيصال رسالتنا وقضيتنا العادلة إلى كل بقاع العالم”.

وقدم الوزير عساف مقترحا متعلقا بضرورة وجود مكتب للإعلام الرسمي الفلسطيني يكون مقره في المملكة العربية السعودية، ليكون همزة الوصل مع وكالات الأنباء الأعضاء في الاتحاد وأجهزة منظمة التعاون الإسلامي وتزويدها بالأخبار والتقارير الصحفية من مصدرها.

بدوره، عبَّر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه عن شكره لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي على المبادرة إلى عقد هذا المنتدى، معربا عن أمله في أن يمثل “بداية موفقة في مجال الدعم الإعلامي لفلسطين، يمكننا أن نبني عليها من أجل الحفاظ على هذه القضية العادلة متجذرة بقوة في ضمير الأمة الإسلامية، وجذب المزيد من الدعم وتأييد الرأي العام العالمي”.

وأكد الأمين العام أنَّ المنظمة “تتابع باهتمام كبير الاعتداءات الإسرائيلية ضد المؤسسات الإعلامية، وأهمها اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفية شيرين أبو عاقلة الذي جاء في سياق اغتيالات أخرى، حيث استهدفت إسرائيل أكثر من 50 صحفيا فلسطينيا وأجنبيا منذ عام 2000 أثناء أدائهم لواجبهم”.

وأضاف أن هذا يمثل انتهاكا صارخا لحرية الصحافة ووسائل الإعلام وهو جزء من السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى مصادرة الحقيقة وتكميم الأفواه، داعيا إلى ضمان الحماية اللازمة للصحفيين والإعلاميين خلال عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكشف أن المنظمة تعمل على إعداد خطة مشتركة لدعم فلسطين في مجال الإعلام والاتصال، وتقديم الدعم اللازم للمؤسسات الفلسطينية من حيث التجهيز والإنتاج وتبادل البرامج الإعلامية والخبرات.

من جانبه، أكد المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد بن عبدربه اليامي أنَّ الإعلام يضطلع بدور بالغ الأثر في تشكيل المفاهيم والتصورات وصياغة توجهات الرأي العام محليا ودوليا تجاه القضايا المختلفة، ومن هنا تكمن أهميته في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكشف الحقائق، وإيصال صوت الفلسطينيين، وقضيتهم العادلة إلى العالم.

ونوه اليامي، في هذا الصدد، بجهود مؤسسات الإعلام الرسمي في فلسطين وعلى رأسها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) التي تواصل بأعلى درجات المهنية والأمانة الصحفية توثيق تجاوزات الاحتلال من جانب، وإصرار الفلسطينيين على نيل حقوقهم التي كفلتها لهم الشرعية الدولية من جانب آخر.

وأوضح أن تنظيم المنتدى يأتي في إطار تفعيل هذه القرارات لإحداث فرق حقيقي في تصور الرأي العام الدولي لفلسطين وقضيتها، مشيرا إلى ما يتمتع به الاتحاد من إمكانات كبيرة في ظل التنوع الكبير للدول الأعضاء، وتوزعها جغرافيا عبر أربع قارات.

بدوره، أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير ماهر الكركي أنَّ عقد المنتدى يمثل فرصة مهمة لتبادل الأفكار حول تعزيز العمل الإسلامي المشترك لدعم فلسطين والقدس الشريف، خاصة في ظل ما يواجهه المسجد الأقصى من محاولات إسرائيلية لتهويده وتقسيمه زمانيا ومكانيا.

من ناحيته، أكد المتصرف المفوض لوكالة تونس أفريقيا للأنباء نبيل القرقابو أنَّ الوكالة أخذت على عاتقها أن تكون صوت فلسطين في مختلف المحطات التي مرَّ ويمر بها الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرداد حقوقه المشروعة.

ودعا إلى اعتماد سياسة تحريرية تستند إلى مفاهيم جديدة تساعد على مقاربة القضية الفلسطينية من وجهة نظر إنسانية، وحق إنساني تضمنه المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وأكد نائب مدير الإعلام، مكلف بدائرة الإعلام المتعدد الوسائط بوكالة الأنباء الجزائرية عيسى رابية أنَّ الوكالة تسلط باستمرار الضوء على القضية الفلسطينية، وتهتم يوميا بمعاناة الشعب الفلسطيني، من خلال تخصيص حيز كبير لها في محتواها الإخباري اليومي، مشيرا إلى أن الوكالة عملت أيضاً على تدريب صحفيين فلسطينيين.

من جهته، شدد مدير عام وكالة الأنباء الوطنية الصومالية إسماعيل مختار عمر على أن الوكالة مستعدة للمشاركة في مبادرات دعم القضية الفلسطينية العادلة، لافتاً إلى أنها تنشر بانتظام عن التطورات والأحداث في فلسطين.

ودعا نائب المدير العام للوكالة التشادية للأنباء والنشر خليل محمد إبراهيم إلى وضع آلية إعلامية لمتابعة الملفات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

من جانبه، قال مدير المشاريع في صندوق التضامن الإسلامي عبد الرازق محمد إن الصندوق قدم مليون دولار أميركي في دعم القطاع الإعلامي بفلسطين، مؤكدا أن الصندوق على استعداد لاستقبال طلبات الدعم من هذا القطاع، وتقديم مساهماته في حدود إمكانياته.

وخرج المنتدى بمجموعة من التوصيات، أهمها دعوة وكالات الأنباء في دول منظمة التعاون الإسلامي إلى تكثيف التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية، ونقل الخبر الفلسطيني من مصادره الأصلية،  كما دعم المنتدى جهود المنظمة لتقديم الدعم وتبادل الخبرات وتوفير مساحة أكبر وتكثيف برامج التدريب الإعلامي الفلسطيني.

 وكان هناك عدة مداخلات ومناقشات للوكالات الأعضاء في الاتحاد وللمندوبين الدائمين لمنظمة التعاون الإسلامي لدول مثل: الجزائر، وتونس، وتشاد، وقطر، والصومال، تمت الإجابة عليها.

ويأتي تنظيم هذا المنتدى امتدادا لقرارات الجمعية العامة لاتحاد (يونا)، والمؤتمرات الإسلامية لوزراء الإعلام التي شددت على مواصلة توعية الرأي العام بقضية فلسطين، من خلال توفير تغطية إعلامية قصوى لكل مناحي الحياة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفق سياسة إعلامية عربية متواصلة.

شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج

Related Articles