قمة بغداد.. دعوتان لإثيوبيا وإسرائيل واتفاق على تكامل اقتصادي

العراق، 28 يونيو (ان ان ان – الأناضول)– دعا قادة كل من العراق والأردن ومصر، الأحد، إثيوبيا إلى عدم تنفيذ ملء ثانٍ لسد “النهضة” دون التوصل إلى “”اتفاق عادل وشامل”، وحثوا إسرائيل على وقف “الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام”، واتفقوا على التوجه نحو تكامل اقتصادي بين الدول الثلاث.

جاء ذلك في بيان ختامي عقب قمة في العاصمة بغداد جمعت كلا من رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية.

وذكر البيان أن “قادة العراق والأردن يدعمون مواقف جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في قضية سد النهضة”.

وتُصر إثيوبيا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/ آب المقبلين، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على سلامة مشآتهما المائية، ولضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

وأكد القادة على “ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الاستمرار في ملء سد النهضة، دون التوصل لاتفاق عادل وشامل وملزم قانونا حول قواعد ملء وتشغيل السد، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان”، وفق البيان.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكدة القادة أن “حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة”.

ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ 2014، جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساسا لحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

وشددوا على “ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

وأشادوا بـ”الدور المصري في إنهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأعربوا عن تقديرهم للجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار”.

وإثر اعتداءات “وحشية” إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، اندلعت مواجهة مسلحة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، استمرت 11 يوما، وانتهت بوقف لإطلاق النار، بوساطة مصرية، فجر 21 مايو/ أيار الماضي.

كما رحب القادة بـ”الإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة (…) لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة في إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد”.

ويعاني سكان غزة، وهم أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعا معيشية متردية للغاية، جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية، في 2006.

وبخصوص الأزمة الليبية، أفاد البيان بأن “القادة رحبوا بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز، وأكدوا على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبما يساهم في استعادة سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها”.

وعانت ليبيا، لسنوات، صراعا مسلحا، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت مليشيا اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.

وفي 16 مارس/ آذار الماضي، تسلمت سلطة مؤقتة منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلد الغني بالنفط إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وبشأن التنسيق الاقتصادي بين العراق والأردن ومصر، أكد القادة على “ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر”.

كما تم الاتفاق، وفق البيان، على “اعتماد مذكرة التفاهم المقترحة من قبل الجانب الأردني لتأطير التعاون والتكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة والمتضمنة تسهيل إنشاء مشاريع صناعية مشتركة وإقامة معارض دائمة مشتركة”.

وشدد البيان على “تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية”.

وفي مجال نقل الركاب، اتفق القادة على “نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم، إلى جانب توأمة الأكاديميات البحرية بين الدول الثلاث”.

كما اتفقوا على “التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية”.

وقمة بغداد هي الرابعة من نوعها، إذ انعقدت الأولى بمصر في مارس/آذار 2019، والثانية بالولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، والثالثة بالأردن في أغسطس/آب 2020.

وشكلت البلدان الثلاث مجلسا تنسيقيا، على ضوء نتائج قمة الأردن، وأبرمت اتفاقات اقتصادية ثلاثية وأخرى ثنائية تتمحور في الغالب حول الطاقة والتجارة والاستثمار.

شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج

Related Articles