بوتراجايا، 4 مايو // ان ان ان – برناما //– دعا رئيس الوزراء السيد محيي الدين ياسين الليلة حركة عدم الانحياز إلى مساعدة الدول الصغرى في مجابهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتعتقد ماليزيا بأنه من واجب الحركة أن تلعب دوراً أكثر أهمية في تيسير الدول الصغرى للحصول على الإمدادات الطبية، والأدوية واللقاحات حالما تم تطويرها.
وأعرب عن قلق الحكومة الماليزية في حالة لم تتحد الدول الأعضاء، فسيتم تهميش تلك الدول الصغرى بعدما تم تطوير الأدوية واللقاحات من قبل الشركات الكبرى في الدول المتقدمة.
جاء ذلك في خطاب له خلال القمة الافتراضية لحركة عدم الانحياز هنا، الاثنين، وقال: “ويجب أن ندين بقوة إعلان وتطبيق التدابير القسرية الانفرادية على الدول الأعضاء في الحركة، وخاصةً عندما يواجه العالم هذه الجائحة التي لم يسبق لها مثيل”.
وتأتي هذه القمة التي أقيمت افتراضياً بدعوة من رئيس جمهورية أذربيجان رئيس الدورة الحالية للحركة فخامة الرئيس إلهام علييف (2019-2022)، تحت شعار “متحدون في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19)” لتشجيع التضامن الدولي في مواجهة الجائحة القاتلة.
وأفاد محيي الدين: “لسنا بوحدنا في حربنا مع هذا العدو الخفي، فكلنا جميعاً قد تأثرنا وسنظل نتأثر بالكوفيد-19. نحتاج إلى القوة الجماعية والتضامن في مجابهة هذه الجائحة الفتاكة، لأن قوتنا تكمن في وحدتنا”.
وقال رئيس الوزراء إن ماليزيا ترحب بتشكيل منظومة عمل لدول حركة عدم الانحياز من شأنه إنشاء قاعدة البيانات المشتركة للمتطلبات الأساسية الطبية وكذلك تحديد المتطلبات الاجتماعية والإنسانية للدول الأعضاء.
“ترحب ماليزيا مبادرة أذربيجان لترويج إنشاء منظومة العمل متعدد الأطراف من خلال هذه القمة الافتراضية،” على حد قول رئيس الوزراء.
تتكون حركة عدم الانحياز من 120 دولة، وهي تضم 17 دولة و10 منظمات عالمية كجهة المراقبين، حيث تشكل بذلك ما يقرب من ثلثي أعضاء الأمم المتحدة وتقود نحو 55 في المائة من سكان العالم.
وأضاف السيد محيي الدين: “إذا كان هناك شيئاً قد أثبته هذا الفيروس لنا الدول غير المنحازة، ألا وهو أن هذه الجائحة قد منحت العالم فرصة متساوية”.
“بعض الدول الصغرى يبدو قوياً، إن لم يكن أقوى، من الدول الكبرى في التعامل مع هذا الفيروس المستجد،” بحسب السيد محيي الدين.
وقال محيي الدين أن هذا يأتي في أدق أوقاته للحركة بوصفها كياناً غير منحاز للعمل معاً وتجسيد أنه من خلال البقاء متحداً والوقوف متماسكاً وثابتاً، يمكن للحركة أن تثبت للعالم أنها تستطيع التغلب على هذا الوباء ثم البروز كقوة رئيسية في النظام العالمي الجديد بعد أزمة الكوفيد-19.
فيما يخص الجهود التي سعت إليها ماليزيا حالياً، أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة قد وضعت عمليـة نموذجية تـتألف من ســت خطوات، لكي تخرج ماليزيا بعد هذه الأزمة أقوى مما كان.
“أولها، الحرص على كسر سلسلة من العدوى وفرض تقييد التحركات. ومنذ نفوذ قرار التقييد في 18 مارس، لقد رأينا نتائج إيجابية بتسجيل حالات جديدة أقل يومياً، وارتفاع حالات الشفاء فضلاً عن معدل الوفيات المنخفض عند 1.7 في المئة فقط،” بحسبه.
والخطوة الثانية، ركزت الحكومة الماليزية على ضمان استمرارية الاقتصاد ومرونته.
وقال: “بناءً على عوامل خارجية مثل التباطؤ في التجارة العالمية، إلى جانب صدمات العرض والطلب؛ والعوامل الداخلية، مثل تراجع الإنفاق في ظل فترة تقييد التحركات – فلقد جئنا بثلاث حزم تحفيز اقتصادي لدعم شعبنا وسط فترة التقييد، ثم تنفيذ تدابير عدة تهدف بدورها إلى بدء الاقتصاد حالما انتهت الفترة.”
واليوم (في 4 مايو)، بدأت ماليزيا تنفيذ الخطوة الثالثة وهي إعادة تشغيل النشاطات الاقتصادية على نطاق واسع بطريقة منتظمة وخاضعة للرقابة.
وذكر: “على الرغم من إعادة تشغيل معظم القطاعات الاقتصادية اليوم، فإن القطاعات التي تشمل الاختلاط بالآخرين والتجمعات تظل ممنوعة”.
وتابع رئيس الوزراء يوضح أن هذا هو التوازن الذي حاولت ماليزيا تحقيقه؛ أي بين ضرورة إنعاش الاقتصاد وأهمية الالتزام بإجراءات التشغيل القياسية الجديدة لمنع موجة أخرى من تفشي الوباء بين السكان، منوهاً إلى أن إعادة فتح نشاط القطاعات الاقتصادية في ماليزيا لا تعني إلغاءً تاماً لتقييد التحركات، بل إنه يستمر لغاية 12 مايو.
فالخطوة- وفق ما قاله رئيس الوزراء – ستكون تطبيقاً لاستراتيجية الحفز الاقتصادي في مواجهة “الوضع الطبيعي الجديد”، ثم إعادة تنشيط الاقتصاد بشكل شامل وأخيراً للإصلاح الهيكلي الاقتصادي لمواجهة المشهد الذي قد يطرأ على النظام العالمي ما بعد أزمة الكوفيد-19.
“إن نجاح هذه الخطوات الست التي ذكرتها – الحل، والمرونة، وإعادة التشغيل، والانتعاش، والتنشيط، والإصلاح – ستعتمد إلى حد كبير على قوة شعبنا في مواجهة هذا الوضع الطبيعي الجديد،” على حد قوله.
وتابع: “لن تعود الأمور إلى سابق عهدها، ولا بد أن نحاول قصارى جهدنا لتمهيد طريق عودة وطننا إلى نسق حياة يشبه الحياة العادية شيئا ما.”
وأضاف: “والحياة يجب أن تستمر. ولكنه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توحدنا على الصعيد العالمي للحصول على دواء ولقاح ضد هذا الفيروس القاتل.”
شبكة أنباء عدم الإنحياز-س. ج